جمال الساخي:
عرفت مدينة العيون احتفالات متميزة بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والقرار الأممي التاريخي رقم 2797 الذي أكد مغربية الصحراء، حيث شاركت فيها وفود وطنية وأجنبية، شاهدة على مستوى التنمية والتطور الذي تعرفه العيون وأقاليم جهة العيون – الساقية الحمراء.
وفي هذا الإطار، برز قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشكل لافت، من خلال تنظيم معرض وطني بمقر الحيا الجديد، شارك فيه 60 صانعًا وتعاونية من 12 جهة، مصحوبًا بالعديد من الأنشطة الموازية. كما تم تنظيم معارض وأنشطة موازية بكل من بوجدور والسمارة وطرفاية، ما ساهم في إبراز حيوية القطاع على صعيد الجهة بأكملها.
وقد لعبت المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالعيون دورًا محوريًا في تسليط الضوء على المشاريع المنجزة منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية، لا سيما المشاريع المندرجة ضمن البرنامج التنموي المندمج للجهة، الموقع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2015. هذه المشاريع أسهمت بشكل مباشر في تعزيز القدرات الإنتاجية للحرفيين، والحفاظ على الموروث الثقافي الحساني، وخلق فرص شغل مهمة للشباب والنساء، أبرزها “دار الصانعة”، و”دار الدراعة”، و”دار النسيج”، وغيرها من المبادرات التي أصبحت نموذجية على الصعيد الوطني.
وتبرز كفاءة المديرية الجهوية في هذا النجاح بفضل تجربة المدير الجهوي محمد سالم بوديجة، الذي يتميز بخبرة طويلة في مجالات الاقتصاد والسياحة، ومعرفة متعددة اللغات الأجنبية، وقدرة على التنسيق مع جميع الشركاء الوطنيين والدوليين. نهج بوديجة يرتكز على استراتيجية متكاملة قائمة على التغيير، والتطوير المستمر، وتحقيق أثر ملموس على صعيد الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة للجهة.
ويؤكد هذا الإنجاز مرة أخرى أن القطاع الصناعي التقليدي أصبح دعامة أساسية للتوازن الاقتصادي والاجتماعي في العيون، ويسهم بفاعلية في إدماج الشباب والنساء في المسار التنموي للمدينة والجهة، ليظل عنوانًا للتجربة الناجحة في التنمية المستدامة بالمناطق الجنوبية للمملكة.
