
جمال الساخي:
في خطوة مثيرة للجدل، استقبلت السلطات الجزائرية وزير الخارجية الفرنسي استقبالًا رسميًا، بعد أشهر من التوترات الدبلوماسية والتصريحات النارية التي هاجمت فيها باريس واتهمتها بـ”الاستعمار الجديد”، ملوّحة بإلغاء الاتفاقيات ومتوعدة بردود “سيادية”.
الزيارة التي جرت وسط حفاوة رسمية، اعتبرها مراقبون تراجعًا واضحًا عن الخطاب الحاد الذي طبع الموقف الجزائري في الآونة الأخيرة، خاصة بعد قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين، وهو ما ردت عليه الجزائر سابقًا بإجراءات اعتُبرت تصعيدية.
ويرى محللون انه سرعان ما فقد “الرد السيادي” زخمه، بعد أن فتحت الجزائر مجددًا الباب أمام استئناف التعاون مع باريس، بما في ذلك ملف الهجرة، وعودة بعض المهاجرين الجزائريين غير النظاميين، فضلًا عن مؤشرات على قرب الإفراج عن الناشط السياسي أمير صلصال، الذي كان ملفه أحد نقاط الخلاف بين البلدين.
وفيما واصل الغاز الجزائري التدفق إلى أوروبا بأسعار تفضيلية، اعتبرت أوساط فرنسية أن السياسة الجزائرية الخارجية “تفتقر للثبات”، فيما وصف إعلام فرنسي تعامل الجزائر مع الأزمة بأنه “رقصة دبلوماسية دون إيقاع”، تُحركها خيوط خارجية أكثر من كونها خيارات سيادية مستقلة.




