خديجة الرسمي:
بدأت ملامح سباق سياسي جديد تتشكل في أفق الانتخابات الجماعية القادمة بمدينة المرسى (المعروفة محلياً باسم “لبلايا”) التابعة لإقليم العيون، حيث برزت تحركات لعدد من الوجوه السياسية المنتمية إلى عائلات صحراوية نافذة تستعد للترشح لرئاسة الجماعة، التي تُعد من أغنى بلديات الأقاليم الجنوبية من حيث المداخيل.
ورغم أن المدينة الفتية، التي تضم ميناء العيون وتُعد نقطة محورية في نقل الفوسفاط والصيد البحري، تُصنف ضمن الجماعات ذات الكثافة السكانية المنخفضة، إلا أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى محور جذب سياسي، في ظل الحديث عن مشاريع اقتصادية استراتيجية، أبرزها توسيع الميناء المعدني وميناء الصيد في أعالي البحار، فضلاً عن المنطقة الصناعية الجديدة الممتدة على عشرات الهكتارات.
ويُعزى هذا الزخم السياسي المتصاعد إلى رغبة عدد من الفاعلين الجهويين في نيل موطئ قدم في الجماعة، خصوصا بعد ما وصفه متابعون بـ”الهيمنة المطلقة” لعائلة نافذة تسيطر على مفاصل الجماعة منذ سنوات، ونالت ثقة الأغلبية الساحقة من الساكنة خلال الاستحقاقات الماضية، في غياب منافسين أقوياء.
وفي السياق ذاته، تشير المعطيات إلى أن إحدى العائلات المعروفة بولائها لحزب الأصالة والمعاصرة بدأت فعليا في التحضير للترشح، مستندة إلى حضورها السياسي البارز في إقليم بوجدور، حيث تتقاسم النفوذ المحلي مع حزب الإستقلال.
ومن جهة أخرى، يطفو اسم دحمان الدرهم، أحد أبرز وجوه عائلة “آل الدرهم” الثرية وصاحب مجموعة الدرهم الإستثمارية، وسط تكهنات حول ترشحه لرئاسة الجماعة، وإن لم يتضح بعد اللون السياسي الذي سيخوض به هذا السباق الانتخابي.
وتفيد مصادر محلية بأن عائلات أخرى تُصنف ضمن “النافذة” في الأقاليم الجنوبية تُجري اتصالات ومشاورات أولية من أجل دخول غمار المنافسة على جماعة المرسى، التي باتت تُغري أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى وزنها الاقتصادي ومكانتها الاستراتيجية.
وفي انتظار اتضاح الصورة السياسية النهائية بجهة العيون الساقية الحمراء، يبدو أن جماعة “لبلايا” بالعيون مقبلة على صيف سياسي ساخن، عنوانه تنافس نفوذ العائلات والرهانات المرتبطة بالإستثمار والموارد.
