دي ميستورا: الأمم المتحدة تظل الضمانة الوحيدة وسط تعقيدات نزاع الصحراء

6 سبتمبر 2025آخر تحديث :
دي ميستورا: الأمم المتحدة تظل الضمانة الوحيدة وسط تعقيدات نزاع الصحراء
دي ميستورا: الأمم المتحدة تظل الضمانة الوحيدة وسط تعقيدات نزاع الصحراء

العيون:

كشف ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، عن ملامح تجربته الطويلة في ساحات النزاع، مؤكدا أن مساره المهني انطلق منذ سن الثالثة والعشرين، وأنه أمضى أكثر من 51 عاما في خدمة المنظمة الأممية متنقلاً بين بؤر التوتر في العالم.

وقال دي ميستورا، في حوار مع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، إنه اختار هذا الطريق عن قناعة شخصية ليكون بمثابة “رجل إطفاء دولي” أو “طبيب الأمم المتحدة”، يتعامل مع الأزمات الحادة ويعمل على حماية المدنيين في أصعب الظروف.

وأوضح المبعوث الأممي أن عمله يتركز اليوم على محاولة تجنب اندلاع صراعات جديدة، خصوصاً في النزاع المرتبط بقضية “الصحراء الغربية” بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو، مؤكدا التزامه بالحياد والتكتم حول تفاصيل مهمته، حفاظا على فعالية الوساطة الأممية.

واعتبر الدبلوماسي الإيطالي السويدي أن وظيفة المبعوث الخاص من أجمل المهام داخل الأمم المتحدة، لأنها تجسد تمثيل الأمين العام وتعكس مبادئ المنظمة، مشبهاً دوره بـ”الموثّق” الذي يسهل الوصول إلى التوافقات ويمنح الشرعية لأي اتفاق محتمل، بما قد يحقق “معجزات صغيرة” في مناطق النزاع.

وفي استحضاره لمحطات من مسيرته، أشار دي ميستورا إلى تجربة “الإنزال الجوي” في إثيوبيا سنة 1984، حيث نجحت الأمم المتحدة في إيصال الغذاء إلى مناطق المجاعة بفضل تعاون نادر بين قوى متصارعة آنذاك مثل حلف الناتو وحلف وارسو، مبرزاً أن المنظمة وحدها قادرة على أداء مثل هذه الأدوار الإنسانية.

ورغم التحديات المتزايدة، من أوبئة وتغير مناخ ونزاعات كبرى، شدد دي ميستورا على أن الأمم المتحدة تظل الإطار الوحيد القادر على جمع الدول لمواجهة الأزمات، بفضل وكالاتها المتخصصة مثل “اليونيسف” و”المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” و”الفاو” و”منظمة الصحة العالمية”.

وختم المبعوث الأممي بالتأكيد أن البديل عن الأمم المتحدة سيكون حتما “الفوضى”، موضحا أن المنظمة، رغم نقائصها، تبقى ضرورة في عالم متعدد القوى، وضمانة لاستقرار العلاقات الدولية وحماية المدنيين في مناطق النزاع.

الاخبار العاجلة