متابعة:
في سياق العناية الملكية المتواصلة بتأهيل المنظومة الصحية الوطنية، يبرز المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون كأحد المشاريع الهيكلية الكبرى التي تجسد التحول العميق الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في العرض الصحي بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، شدد مجلس الوزراء المنعقد برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأحد بالقصر الملكي بالرباط، على أهمية تحسين العرض الصحي والبنيات التحتية الطبية، من خلال افتتاح المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون إلى جانب نظيره بمدينة أكادير، واستكمال أشغال بناء وتجهيز عدد من المراكز والمستشفيات بعدة مدن بالمملكة.
ويُعد المستشفى الجامعي بالعيون مشروعاً استراتيجياً بامتياز، يندرج ضمن الركائز الأساسية للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. ويقع هذا الصرح الطبي بمحاذاة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بحي 25 مارس شمال شرق المدينة، على مساحة شاسعة تُمكّنه من احتضان مختلف التخصصات الطبية والجراحية، إضافة إلى مرافق للتكوين والبحث العلمي.
وسيُمكّن هذا المشروع من تخفيف الضغط عن المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، وتوفير خدمات طبية متقدمة لفائدة ساكنة العيون، السمارة، بوجدور وطرفاية، فضلاً عن سكان جهتي الداخلة وگلميم. كما يُنتظر أن يُسهم في تقليص تنقل المرضى نحو المدن الكبرى لتلقي العلاجات المتخصصة، مما سيُخفف من الأعباء المادية والمعنوية على الأسر.
ويأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه القطاع الصحي بالأقاليم الجنوبية دينامية متصاعدة، سواء من حيث توسيع العرض العمومي أو تنامي استثمارات القطاع الخاص. كما يُجسد هذا المركز الطبي المتطور الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية نموذجاً للتنمية المندمجة والمستدامة، ويُعبر عن الحرص المولوي على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى الخدمات الصحية والتكوين الطبي بمختلف جهات المملكة.
وبفضل هذا المشروع المهيكل، تواصل مدينة العيون ترسيخ مكانتها كواجهة حضرية للأقاليم الجنوبية وقطب تنموي صاعد في المغرب الحديث
