
بوجدور:
في مشهد وطني بإمتياز، تحولت مدينة بوجدور إلى قبلة للاحتفالات الوطنية وهي تخلد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء مهيبة غمرتها روح الفخر والانتماء، حيث تجندت السلطات الإقليمية بكل مكوناتها، تحت إشراف عامل الإقليم إبراهيم بن ابراهيم، لإنجاح هذه المحطة الخالدة في تاريخ المغرب الحديث، التي تزامنت هذه السنة مع القرار الأممي 2797 الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، ومع الخطاب الملكي التاريخي الذي شكل منعطفاً جديداً في مسار قضية الوحدة الترابية.

و منذ أسابيع قبل السادس من نونبر 2025، كانت بوجدور تعيش على إيقاع استعدادات دقيقة ومحكمة، تجلت في تنظيم مهرجانات فنية وثقافية ورياضية متنوعة، وندوات فكرية تناولت رمزية المسيرة وأبعادها التنموية والوطنية.

وقد تزينت الشوارع والساحات بالأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مشهد جسد عمق الانتماء وروح الوطنية التي تميز ساكنة “إقليم التحدي”.

ولم يكن النجاح الذي شهدته هذه الاحتفالات وليد الصدفة، بل ثمرة عمل ميداني منظم ومقاربة تشاركية قادها عامل الإقليم إبراهيم بن ابراهيم، الذي راكم تجربة طويلة في تدبير الشأن المحلي قادماً من قلاع التنمية، حاملاً معه رؤية واضحة تجعل من بوجدور نموذجاً في الحكامة المحلية والتنسيق المؤسساتي.

وبفضل تمرسه الإداري وخبرته في تدبير الملفات التنموية والاجتماعية، استطاع العامل أن يرسخ ثقافة القرب والانصات، ويجعل من الإنسان محور كل المشاريع، مواصلاً بذلك تنزيل المبادئ السامية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي شكلت قاطرة للتحول الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة.

ورغم تعقيدات المشهد السياسي المحلي وتعدد الأطياف، نجح عامل الإقليم في الحفاظ على مسافة واحدة من الجميع، مفضلاً العمل الجماعي وتغليب المصلحة العامة، وهو ما جعل مختلف الفاعلين السياسيين والجمعويين والاقتصاديين يقفون صفاً واحداً خلف الرؤية التنموية الجديدة للإقليم.

وقد برزت خلال الاحتفالات الأخيرة المنظومة المحلية والأمنية لبوجدور كنموذج في التنسيق والانضباط، حيث تم تأمين مختلف الأنشطة والمواكب الرسمية باحترافية عالية، دون تسجيل أي تعثر أو تأخير، مما عكس روح المسؤولية والانخراط الجاد لكافة المتدخلين في إنجاح هذه التظاهرة الوطنية الكبرى.

بوجدور، التي ظلت عنوانا للتحدي والصمود، أثبتت من جديد أنها في قلب الاهتمام الوطني، وأن أبناءها وفعالياتها يواصلون السير على نهج الآباء الذين شاركوا في ملحمة المسيرة الخضراء.

و بفضل حكمة بنبراهيم وإرادة ساكنتها، تواصل المدينة كتابة فصول جديدة من قصة البناء والتنمية، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية التي تجعل من الأقاليم الجنوبية قاطرة لمغرب المستقبل.

كما ان بوجدور لم تحتفل فقط بذكرى وطنية، بل جددت العهد على الوفاء للوطن، وأكدت أن التنمية الحقيقية تبدأ من روح المسؤولية والعمل الجماعي الذي جسدته سلطاتها الإقليمية تحت قيادة عاملها إبراهيم بن ابراهيم.

وفي ختام هذه المحطة المتميزة، تتطلع بوجدور إلى آفاق تنموية واعدة، بفضل الدينامية المتواصلة التي تشهدها مختلف القطاعات، وانخراط كافة الفاعلين في تنفيذ المشاريع المهيكلة التي تروم الارتقاء بالإقليم إلى مصاف الأقطاب التنموية الكبرى في الصحراء المغربية، فالإرادة القوية لعامل الإقليم، إبراهيم بن ابراهيم، وسعيه إلى تعزيز التنسيق بين المصالح الإدارية والمنتخبة والمجتمع المدني، تشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة الاستثمار، وتحسين الخدمات الاجتماعية، وتثمين المؤهلات البحرية والطاقية والسياحية التي تزخر بها المدينة.




