
الرباط:
في تعليق له على التقرير السنوي حول وضعية النشر والكتاب في المغرب خلال سنتي 2023 و2024، اعتبر السيد خطار مجاهد، المدير العام للتعاون الوطني، أن الأرقام التي كشف عنها التقرير تُعبر عن أزمة ثقافية عميقة تستوجب تدخلاً عاجلاً لإعادة التوازن للمشهد الفكري والإبداعي بالمملكة.
وأوضح مجاهد أن العدد الإجمالي للمنشورات، والذي بلغ 3725 عنواناً فقط خلال عامين، بمعدل سنوي يقارب 1863 منشورا، يعكس حجم التحديات التي يواجهها قطاع النشر، خاصة في ما يتعلق بالإنتاج الأكاديمي، الذي لم يتجاوز 130 عنوانا صادرا عن الجامعات المغربية، رغم توفر هذه الأخيرة على موارد بشرية هامة من أساتذة وباحثين وطلبة.
واعتبر أن ضعف الإنتاج الأكاديمي لا يمكن قراءته فقط من زاوية الأرقام، بل يجب فهمه كعرض من أعراض أزمة أكبر تطال منظومة البحث العلمي والتحفيز على التأليف، في غياب سياسات فعالة لدعم النشر الجامعي وتشجيع الباحثين على الإسهام في الرصيد الثقافي والمعرفي الوطني.
وفي المقابل، أشار مجاهد إلى أن التركيز الملحوظ على الإبداع الأدبي من رواية وقصة وشعر ومسرح يُعد أمراً إيجابياً من حيث دعم الخيال والتعبير الفني، لكنه لا يجب أن يكون على حساب الفكر العلمي والكتابة النقدية.
كما شدد على أن هيمنة كتب التنمية الذاتية والدين ومطبوعات الأطفال على مبيعات معارض الكتاب تبرز اختلالاً في ذوق القراءة الجماعية، يتعزز بانتشار التفاهة في الفضاء الرقمي، حيث يتراجع الاهتمام بالمحتوى المعرفي الجاد.
وختم مجاهد بالتأكيد على أن تعزيز ثقافة القراءة والإنتاج الأكاديمي يجب أن يُصبح أولوية وطنية، من خلال دعم الكتاب والباحثين، وتحفيز النشر الجامعي، وتطوير السياسات الثقافية، بما يعيد الاعتبار للمعرفة كقوة استراتيجية في مواجهة التحولات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.




