
خديجة الرسمي:
صدر حديثاً عن الدكتور زكرياء بوسحاب كتاب جديد يحمل عنوان: “إصلاح الشأن الديني بالمغرب وأبعاده في إفريقيا – الإرشاد الديني نموذجاً”، في 160 صفحة تتوزع على أربعة فصول.
يتناول المؤلف، بتحليل علمي دقيق ورؤية منهجية رصينة، مسار إصلاح الحقل الديني في المغرب خلال العقود الأخيرة، مسلطاً الضوء على تجربة الإرشاد الديني كنموذج يعكس حكمة الرؤية الملكية وفعالية المقاربة المغربية في تدبير الشأن الديني.

ويؤكد الكتاب على محورية إمارة المؤمنين كمرجعية دستورية وروحية تؤطر السياسة الدينية للمملكة، ويبرز حضور هذه المرجعية في الخطب الملكية السامية، وفي إحداث مؤسسات علمية وفقهية تسهر على ترسيخ الثوابت الدينية المغربية: العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني.
كما يسلط المؤلف الضوء على الامتداد الروحي للمغرب في إفريقيا، من خلال:
الدبلوماسية الدينية بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله،
بناء المساجد في عدد من الدول الإفريقية،
توزيع المصحف المحمدي الشريف،
تكوين الأئمة الأفارقة بمعهد محمد السادس،
وتوثيق روابط الزوايا الصوفية التي تعزز الولاء الروحي للمملكة.
ويولي الكاتب اهتماماً خاصاً لتحليل مشروع خطة تسديد التبليغ، باعتباره من أبرز آليات إصلاح الشأن الديني وتخليق الحياة العامة، في انسجام تام مع خصوصيات المغرب الثقافية والدينية.
ويُشيد المؤلف بالنتائج المحققة على صعيد محاربة الغلو والتطرف، وترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال، مما جعل من النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني مرجعاً إقليمياً ودولياً.
ويمثل هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة المغربية والدينية، حيث يُبرز بجلاء كيف نجح المغرب في توظيف مرجعيته الدينية لبناء نموذج إصلاحي متكامل يجمع بين الأصالة والانفتاح، ويمتد أثره إلى عمقه الإفريقي في إطار من التعاون الروحي والتنمية المشتركة.




