
جمال الساخي:
ودّعت ساكنة مدينة الداخلة بحرقة واحدا من أبرز معالمها العمرانية، بعد أن أزيح “قوس الداخلة”، الذي ظل شامخاً لأكثر من أربعين سنة، محمّلا برسائل رمزية في وجه الغش والبناء غير المتقن.
وشُيّد القوس سنة 1986 ضمن أولى صفقات البناء التي شهدتها المدينة، ليُصبح لاحقا أيقونة هندسية تُجسّد الكفاءة والنزاهة وجودة التنفيذ، في وقت باتت فيه العديد من المشاريع الحديثة تثير التساؤلات حول معايير السلامة والشفافية.
وتميّز “القوس”، الذي كان يُشكل بوابة رمزية للمدينة، بقوة بنيانه وصلابته، التي تعود إلى إحترافية المهندسين ونزاهة المشرفين على تشييده، فضلا عن جودة المواد المستعملة، ما جعله يصمد لعقود في وجه الزمن والتغيرات المناخية.
ويرى مواطنوا الداخلة ان القوس الذي هدم في اطار تهيئة شاملة للشارع الرئيسي للمدينة بإشراف من السلطات الولائية، يشكل ايضا رسالة مدوية في وجه كل من يستهين بأرواح الناس وجودة المنشآت إذ أن ما يُبنى بالإخلاص يدوم، وما يُشيَّد بالغش سرعان ما يسقط، على حد تعبير أحدهم.




