
خديجة الرسمي:
اختُتمت، يوم امس الثلاثاء 24 يونيو الحالي بمدينة مراكش، فعاليات الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، التي نظمتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية، تحت شعار: “نغيّرو النظرة ديالنا… إيوا هيا دابا!”.

وجاءت هذه الحملة في سياق تنزيل التوجيهات الملكية السامية، وتفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالمساواة وتكافؤ الفرص ومناهضة التمييز على أساس الإعاقة، حيث استهدفت إرساء دينامية وطنية لتغيير الصورة النمطية عن الإعاقة وتعزيز ثقافة مجتمعية دامجة.
وفي كلمته خلال الجلسة الختامية، أكد كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، السيد عبد الجبار الرشيدي، أن الحملة قد “انتهت شكلاً لكنها مستمرة مضموناً”، مشدداً على أن تغيير النظرة المجتمعية تجاه الإعاقة يتطلب جهداً جماعياً متواصلاً على المستويات التحسيسية والتربوية والتشريعية، معتبراً أن ما تحقق يمثل بداية تحول عميق نحو مجتمع لا يقصي أحداً.
وشهدت الجلسة الختامية أيضاً كلمات داعمة، أبرزها كلمة السيدة سعيدة أيت بوعلي، نائبة رئيس جهة مراكش-آسفي، التي أثنت على دور الجهات في تعزيز الإدماج، وكلمة السيدة إيلاريا كارنيفالي، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، التي أكدت التزام الشركاء الأمميين بدعم السياسات الوطنية ذات البعد الحقوقي.
وعلى امتداد شهر من التعبئة، نظمت الحملة أكثر من 1130 نشاطاً ميدانياً في مختلف جهات المملكة، بتنسيق بين الوزارة والتعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية والمعهد الوطني للعمل الاجتماعي، وبمشاركة مؤسسات تعليمية وهيئات مدنية وقطاعات وزارية.
وقد استفاد من هذه الأنشطة ما يزيد عن 75 ألف شخص، شكلت النساء 64% منهم، وتوزعت الأنشطة بين لقاءات جهوية، قوافل تحسيسية، ورشات تكوينية، عروض ثقافية ومسرحية، أنشطة رياضية، ومحاكاة لواقع الإعاقة، بالإضافة إلى إدماج محور الإعاقة في المسارات الجامعية ذات الصلة.
لحملة، بحسب المنظمين، لم تكن مجرد مبادرة تواصلية ظرفية، بل شكلت محطة استراتيجية لترسيخ المقاربة الحقوقية في التعاطي مع قضايا الإعاقة، وتعزيز التزامات المغرب الدولية، خاصة فيما يتعلق بتوصيات اللجان الأممية المختصة.
وقد اختتم اللقاء بعرض كبسولة توثيقية لحصيلة الحملة، وتكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات النشيطة في مجال الإعاقة، في أجواء احتفالية اتسمت بروح الاعتراف والكرامة والإصرار على التغيير.




