
جمال الساخي:
في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية إلى تنويع الشراكات الاقتصادية وتعزيز تموقع الصادرات المغربية في أسواق جديدة، قام السيد عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، بزيارة رسمية إلى العاصمة البولندية وارسو، حيث أجرى مباحثات مع نظيره البولندي السيد ميشال برونوفسكي.

وتندرج هذه الزيارة في سياق تعزيز التعاون الثنائي بين المملكة المغربية وجمهورية بولندا، واستكشاف سبل تطوير المبادلات التجارية بين البلدين، خصوصًا في ظل سعي المغرب إلى تنويع شركائه داخل القارة الأوروبية، وجعل بولندا منصة استراتيجية لدعم الصادرات المغربية نحو أوروبا الشرقية.

وقد تميز برنامج الزيارة بعقد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين الحكوميين البولنديين، بالإضافة إلى ترؤس لقاء اقتصادي موسع جمع رجال أعمال مغاربة وبولنديين، تم خلاله مناقشة واقع وآفاق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأشار السيد عمر حجيرة إلى أن الميزان التجاري بين المغرب وبولندا يشهد عجزًا يُقدّر بحوالي 482 مليون درهم لفائدة بولندا، رغم كون المغرب الشريك الأول لبولندا في إفريقيا.
كما شدد على الإمكانات الهائلة التي يزخر بها الاقتصاد المغربي، لاسيما في قطاعات الفلاحة، والنسيج، والطاقة، والمعادن، والصيد البحري، وصناعة الطيران والسيارات، والتي لا تزال غير مستغلة بالشكل الكافي في السوق البولندية.
وشهدت الزيارة أيضًا تنظيم اجتماعات ثنائية بين وفد من رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم البولنديين، همّت قطاعات متنوعة مثل الطاقات المتجددة، والمعادن، والفلاحة، والصيد البحري، والنسيج. وتهدف هذه اللقاءات إلى استكشاف فرص جديدة للشراكة والاستثمار، بما يساهم في تحقيق توازن أكبر في الميزان التجاري وتعزيز علاقات التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين.
كما تم التأكيد على أهمية توسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، وخلق فرص استثمارية حقيقية لكل من المستثمرين المغاربة في بولندا، والبولنديين في المغرب، بوابة القارة الإفريقية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار تنفيذ برنامج التجارة الخارجية 2025 – 2027، الرامي إلى ولوج أسواق جديدة ذات إمكانات واعدة، وتعزيز حضور المنتجات المغربية داخل السوق الأوروبية، مع العمل على خلق تكافؤ في المبادلات التجارية مع شركاء المملكة.
وفي ختام الزيارة، تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل مغربي-بولندي لتتبع مخرجات الزيارة، وضمان التنسيق المستمر لتسهيل المبادلات التجارية، إلى جانب الإعداد لتنظيم منتدى اقتصادي مغربي-بولندي كبير خلال الأشهر المقبلة.




