خديجة الرسمي:
يرتقب أن تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة في الفترة الأخيرة حراكا سياسيا غير مسبوق، يتمثل في عقد لقاءات تنظيمية كبرى تقودها قيادات الصف الأول لعدد من الأحزاب الوطنية، في سياق يتزامن مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي حول نزاع الصحراء المغربية، ومع الاستعدادات الوطنية للاحتفال بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة.
وحسب المعطيات ذاتها، يرتقب أن يحل الأمين العام لحزب الاستقلال بمدينة العيون السبت المقبل، على أن يتوجه في اليوم الموالي إلى مدينة السمارة لعقد لقاء تنظيمي كبير، سيعرف حضور اعضاء الفريق الاستقلالي بمجلسي البرلمان إلى جانب كافة منتخبي الحزب،كما سيعقد الحزب لقاءات ثانية بالعيون وبوجدور.
ومن جهته، سيقود الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفدا رفيعا من قيادة الحزب نحو مدينة العيون يوم الجمعة المقبل، لعقد لقاء سياسي وتنظيمي موسع، في خطوة تروم تعزيز الحضور الحزبي بحاضرة الصحراء وتعبئة قواعد الحزب استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
وعلى مستوى مدينة الداخلة، فستكون نهاية هذا الأسبوع على موعد مع لقاء حزبي هام يؤطره مصطفى بايتاس رفقة وفد رفيع من حزب التجمع الوطني للأحرار ، وذلك في إطار انفتاح الحزب على ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتوطيد ارتباطه بقضاياه الوطنية.
وفي المقابل، يلف الغموض باقي التشكيلات الحزبية ، إذ لم يُعلن بعد عن لقاءات مماثلة، بإستثناء اجتماع محدود عقده حزب الاصالة والمعاصرة، مطلع الأسبوع الجاري بمدينة العيون، بحضور منسقه الجهوي الجديد، في ظل غياب أسماء وازنة إلتحقت في الآونة الأخيرة بأحزاب منافسة.
وتشير المعطيات إلى أن هذه اللقاءات الحزبية لا تقتصر على بعدها التنظيمي الداخلي، بل تستهدف بالأساس التفاعل مع التطورات المرتبطة بملف الصحراء من خلال إغناء النقاش حول مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بدعم متزايد في الأوساط الدولية، إلى جانب التعبئة الوطنية قبيل الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء التي يُرجح أن ترافقها مستجدات وازنة في القضية الوطنية الأولى.
