
العيون:
تحت إشراف السيد عبد السلام بكرات، والي جهة العيون، أعطيت صباح اليوم الانطلاقة الرسمية للقاء التشاوري حول برامج التنمية المندمجة بالإقليم، بحضور فعاليات المجتمع المدني و ممثلي المصالح المركزية، ورجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين.
وفي كلمته التوجيهية، أكد السيد والي العيون أن هذا اللقاء يأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش الأخير وافتتاح الدورة البرلمانية لشهر أكتوبر المنصرم، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من البرنامج هو إطلاق دينامية جديدة لإعداد برامج التنمية المندمجة على مستوى الإقليم، عبر تشخيص دقيق للمجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، لا سيما التعليم، الصحة، التشغيل، الماء، والتأهيل الترابي.

وأضاف السيد والي العيون، أن اللقاء يوفر منصة مفتوحة لجميع الفاعلين للإسهام بمقترحاتهم وأفكارهم حول تشخيص الاحتياجات الأساسية، تمهيداً لتنفيذ مشاريع ذات أولوية، وتوفير قاعدة معلومات دقيقة لضمان نجاعة البرامج المستقبلية.
وأوضح عبد السلام بكرات، أن هذا اللقاء التمهيدي سيمهد لانطلاق ست ورشات تخصصية خلال الأسبوع المقبل، تشمل التعليم والتكوين و الصحة، التشغيل والاستثمار والماء، التأهيل الترابي، والتعليم الجامعي والتكوين المهني، مع التشديد على ضرورة الانخراط الجماعي للفاعلين المحليين لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة تلبي تطلعات سكان الإقليم.

ويأتي هذا اللقاء في إطار إعطاء الانطلاقة الرسمية للمشاورات المتعلقة بإعداد مخطط التنمية الترابية المندمجة الجيل الجديد، الذي يهدف إلى بلورة رؤية تنموية شاملة ومتكاملة تستجيب لتطلعات ساكنة الجهة، وتنسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى إرساء نموذج تنموي ترابي متوازن ومستدام.
وتناول اللقاء محاور أساسية تتعلق بالتهيئة الترابية المندمجة والتشغيل وتدبير الموارد المائية، إضافة إلى دور اللجان الجهوية والإقليمية والوزارية في تتبع مراحل إعداد وتنفيذ هذا المخطط، باعتباره مشروعا وطنيا يندرج ضمن رؤية شمولية موجهة من جميع المغاربة ولأجل جميع المغاربة.

وقد قدم الكاتب العام لعمالة إقليم العيون، عرضا مفصلا شكل أرضية تأطيرية للمشاورات المقبلة، استعرض من خلاله منهجية العمل المعتمدة والمرتكزة على محورين رئيسيين، يتمثلان في التشخيص الترابي القائم على تحليل المؤشرات السوسيو-اقتصادية، وبلورة التوجهات الاستراتيجية الكبرى الكفيلة بتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة على صعيد الجهة.
كما تم فتح باب المداخلات والنقاش أمام مختلف المتدخلين والفاعلين المحليين، قصد تقديم تصوراتهم وملاحظاتهم حول سبل الارتقاء بالتنمية الجهوية، وإغناء الرؤية المشتركة لمخطط التنمية الترابية المندمجة، في أفق بلورة وثيقة مرجعية واقعية وشمولية تعكس الخصوصيات المجالية والاقتصادية والاجتماعية للجهة.
ومن المرتقب أن تتواصل اللقاءات التشاورية خلال الأسابيع المقبلة بمشاركة مختلف الفاعلين الجهويين والمحليين، من أجل تعميق النقاش وإغناء التصورات وصياغة رؤية موحدة لمستقبل التنمية الترابية بجهة العيون الساقية الحمراء، بما يعزز مكانتها كقطب جهوي رائد في مجالات الاستثمار والتجهيز والتنمية الاجتماعية.
وستنطلق الورشات الموضوعاتية الخاصة بإعداد مخطط التنمية الترابية المندمجة ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، بمشاركة عدد من المؤسسات والهيئات الجهوية المعنية، من بينها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمندوبية الإقليمية للصحة، والوكالة الحضرية، والمركز الجهوي للاستثمار، ومديرية الحوض المائي، إضافة إلى قطاعي التعليم العالي والتكوين المهني، وستتولى هذه المؤسسات مهمة دعوة الفاعلين المعنيين بكل ورشة على حدة، من منتخبين ومهنيين وممثلي المجتمع المدني، قصد تعميق النقاش حول الأولويات التنموية وتبادل الرؤى والمقترحات الكفيلة بضمان تنمية ترابية منسجمة ومستدامة تعكس تطلعات ساكنة جهة العيون الساقية الحمراء.




