حرب 7 أكتوبر: بين حسابات حماس والمأساة الفلسطينية

7 أكتوبر 2025آخر تحديث :
حرب 7 أكتوبر: بين حسابات حماس والمأساة الفلسطينية
حرب 7 أكتوبر: بين حسابات حماس والمأساة الفلسطينية

متابعة:

في السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس هجومًا مفاجئًا على مناطق في إسرائيل، ما أدى إلى رد عسكري شديد من قبل قوات الاحتلال، خلّف دمارًا واسعًا في غزة ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين. منذ ذلك الحين، أصبح النقاش حول مسؤولية حماس عن هذه الكارثة محط جدل واسع، ليس فقط بين الفلسطينيين، بل على الصعيد العربي والدولي أيضًا.

ويرى كثير من المحللين أن حماس أخطأت في تقدير الرد الإسرائيلي. فالهجوم، رغم تخطيطه العسكري، أدى إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية في غزة، وخسائر بشرية فادحة، بما في ذلك قيادات الحركة نفسها.

ومن هذا المنظور، لم تحقق الحركة مكاسب سياسية أو ميدانية حقيقية، بل أدّت العملية إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، عانى منها المدنيون الفلسطينيون أكثر من أي طرف آخر.

وفي وجهة نظر مغايرة، يرى البعض أن حماس لم تكن تسعى إلى نصر عسكري تقليدي، بل كانت تبحث عن كسر الجمود السياسي وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي. وفق هذا الطرح، الهجوم أظهر هشاشة الدفاع الإسرائيلي وأحرج الدول الداعمة له، وأعاد فتح النقاش حول الحصار والمعاناة المستمرة للفلسطينيين.

او بعد أكثر من عام على الحرب، فالواقع اايوم هو أن غزة مدمّرة جزئيًا أو كليًا، وحماس أضعفت عسكريًا، لكن صورتها السياسية لا تزال موجودة. بالمقابل، إسرائيل تواجه انتقادات دولية واسعة بسبب حجم الرد العسكري على المدنيين، فيما الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر من حيث الدمار، الجوع، ونقص الخدمات الأساسية.

وختاما فمن الناحية العسكرية والمدنية، أخطأت حماس في تقدير نتائج الهجوم، لكنها نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية.

وأما من يتحمل الثمن الأكبر فهو الشعب الفلسطيني، الذي دفعت مأساة الحرب الأهلية والنزاع الإقليمي ثمنها الفادح، في ظل استمرار الجمود السياسي وغياب حلول عادلة ومستدامة.

 

الاخبار العاجلة