الرباط
احتُفل، مساء أمس الخميس، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة في حفل مهيب احتضنه مقر مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس، نظمته مجموعة الصداقة الفرنسية–المغربية بشراكة مع سفارة المملكة المغربية بفرنسا.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على القيمة التاريخية والرمزية للمسيرة الخضراء كحدث وطني خالد في الذاكرة الجماعية للمغاربة، ورمز للوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.
وعرفت الندوة حضور شخصيات بارزة من المغرب وفرنسا، من بينها كريستيان كامبون رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية–المغربية، وسميرة سيطايل سفيرة صاحب الجلالة بفرنسا، إلى جانب محمد زيدوح رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية–الفرنسية بمجلس المستشارين، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ والدبلوماسيين والحقوقيين، إضافة إلى أفراد من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا وعدد من المشاركين في المسيرة الخضراء.
وأكد كريستيان كامبون في كلمته أن “المسيرة الخضراء تظل رمزا للوحدة الوطنية المغربية ومصدر إلهام لمسار التنمية الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس”، مشيدا في الوقت ذاته بـ“القرار التاريخي 2797 الصادر عن مجلس الأمن”، الذي يكرس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
ومن جانبه، أبرز محمد زيدوح أن تخليد هذه الذكرى في قصر لوكسمبورغ “تعبير عن عمق العلاقات بين المغرب وفرنسا”، مشيرا إلى أن “المسيرة الخضراء وجدت امتدادها في المشاريع الكبرى بالأقاليم الجنوبية، وفي سياسة الجهوية المتقدمة والدبلوماسية الواقعية التي يقودها جلالة الملك”.
وأما السفيرة سميرة سيطايل، فأكدت أن “المسيرة الخضراء كانت لحظة تاريخية فريدة في مسار الوحدة والإيمان والانضباط السلمي، وما زالت تلهم عملنا الدبلوماسي ورؤيتنا للسلام”، مشددة على أن قرار مجلس الأمن الأخير “أكد واقعا راسخا بناه المغرب على مدى خمسة عقود من التنمية والالتزام”.
واختُتم اللقاء بنقاش أكاديمي حول الأبعاد التاريخية والقانونية للمسيرة الخضراء، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء، من بينهم الخبير الفرنسي هوبرت سيان والمؤرخ رحال بوبريك، إلى جانب شهادات مؤثرة من بعض المتطوعين القدامى الذين شاركوا في هذه الملحمة الوطنية الخالدة.
