فدوى رجواني :”الدبلوماسية الموازية”: الإتحاد الاشتراكي نموذجًا

2 مايو 2025آخر تحديث :
فدوى رجواني :”الدبلوماسية الموازية”: الإتحاد الاشتراكي نموذجًا
فدوى رجواني :”الدبلوماسية الموازية”: الإتحاد الاشتراكي نموذجًا

الكاتب : Shtimes

الدبلوماسية الموازية: الاتحاد الاشتراكي نموذجًا

بقلم: فدوى الرجواني:

كيف أسهم حزب الاتحاد الاشتراكي في جعل العمل الحزبي أداة فعالة لتعزيز الحضور الدولي والدفاع عن القضايا الوطنية

في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة التي يعرفها العالم، أصبحت الدبلوماسية الموازية ركيزة أساسية لتعزيز الحضور الدولي للدول. فلم تعد القنوات الرسمية وحدها كافية لحماية المصالح الوطنية، بل بات من الضروري اعتماد أدوات جديدة لتحسين العلاقات السياسية والتجارية والثقافية، والتأثير في صناعة القرار الدولي.

فدوى الرجواني: باحثة في السياسات العمومية وفاعلة سياسية، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. مهتمة بقضايا التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومتابعة لملفات الدبلوماسية الموازية وتعزيز مكانة المغرب دوليًا.

وفي هذا السياق، يبرز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كفاعل حزبي بارز يعتمد استراتيجية منتظمة ونشيطة للدبلوماسية الموازية، منسجماً مع مبادئه التقدمية والتزامه التاريخي بقضايا الشعوب.

هذا الدور القديم والمتجدد للحزب يتجلى من خلال عضويته الدائمة في عدد من الهيئات والمنظمات الدولية، كان آخرها انضمامه إلى الملتقى الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ليصبح بذلك أول حزب من خارج القارة الأمريكية يحظى بعضوية هذا المنتدى السياسي المهم.

_شبكة أممية لتعزيز القضايا الوطنية:

إن قدرة الاتحاد الاشتراكي على بناء علاقات متينة مع أحزاب اشتراكية واشتراكية ديمقراطية من مختلف القارات، منحته فرصاً مهمة للترافع عن القضية الوطنية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة بشأنها في محافل دولية، إلى جانب تعزيز صورة المغرب كنموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان.

هذا الحضور الحزبي يتماشى مع رؤية جلالة الملك، الذي يدعو إلى تطوير وتفعيل الدبلوماسية الحزبية والمدنية. وفي هذا الإطار جاءت مشاركة الكاتب الأول للحزب، الأستاذ إدريس لشكر، في أشغال اجتماع مجلس التحالف التقدمي المنعقد مؤخراً في الهند، كمحطة متميزة في مسار هذا الحضور الدولي.

_من الهند.. صوت الجنوب في مواجهة الهيمنة:

مشاركة الاتحاد الاشتراكي في هذا اللقاء لم تكن بروتوكولية، بل حملت رسائل قوية، عبّر من خلالها الحزب عن مواقفه المبدئية وتشبثه بقيم التضامن الأممي، واحترام سيادة الدول، وتعزيز مكانة دول الجنوب في رسم السياسات العالمية.

ففي كلمته، أثار الكاتب الأول القضايا الحقيقية التي تؤرق شعوب الجنوب، منتقداً سياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومؤكداً أن الطريق نحو عالم أكثر عدلاً وسلاماً يمر عبر احترام سيادة الشعوب وخياراتها الديمقراطية. كما أشار إلى اتساع الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الشمال والجنوب، في ظل غياب عدالة دولية حقيقية.

وشدد على أن التحالفات التقدمية مطالبة بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، في الدفاع عن التنمية المستقلة لشعوب الجنوب، وفي مواجهة مظاهر الاستغلال والاستعمار الجديد، التي كشفت الأزمات العالمية هشاشتها، من تغير مناخي إلى أوبئة وهجرة جماعية.

-الدبلوماسية الحزبية: رافعة وطنية:

رغم أن مثل هذه المبادرات أصبحت روتينية بالنسبة للاتحاد الاشتراكي، إلا أنها تكرّس رؤية الحزب للعمل الحزبي كأداة دبلوماسية تكميلية للعمل الرسمي. فالدفاع عن المصالح الوطنية لا يجب أن يبقى حكراً على المؤسسات الرسمية، بل يتطلب تعبئة شاملة لكل الفاعلين، بما في ذلك الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني.

وهنا، يظهر الاتحاد الاشتراكي كمدرسة حزبية تؤمن بأن النضال من أجل الديمقراطية داخلياً، يجب أن يوازيه دفاع عن القيم ذاتها في المحافل الدولية. فالعالم اليوم، بحكم تداخل المصالح والتحديات، يحتاج إلى فاعلين سياسيين قادرين على إيصال صوت بلدانهم في المنصات العالمية.

_دعم الحكم الذاتي.. من قلب العلاقات الدولية:

يمتلك الاتحاد الاشتراكي من خلال تجربته الطويلة في الدبلوماسية الحزبية، وعلاقاته مع الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية في العالم، قدرة كبيرة على الترويج لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، كحل جدي وواقعي للنزاع المفتعل.

ففي ظل الدعم المتزايد الذي يحظى به المقترح من قوى دولية كبرى، يستطيع الحزب لعب دور محوري في تعزيز الشرعية الدولية لهذا المقترح، واستلهام نماذج دولية ناجحة للحكم الذاتي، بما يساعد على صياغة مشروع يستجيب للمعايير الدولية، ويعزز التنمية المحلية في المنطقة.

وبفضل مرجعيته الاشتراكية، يمكن للاتحاد الاشتراكي أن يقترح تصورات تنموية تضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتسهم في تقوية الروابط الوطنية.

_ختامًا: من أجل دبلوماسية حزبية فعّالة

يبرهن الاتحاد الاشتراكي، من خلال استراتيجيته المتقدمة في الدبلوماسية الموازية، أن العمل الحزبي يمكن أن يكون أداة فعالة في خدمة القضايا الوطنية، وتعزيز مكانة المغرب كدولة ديمقراطية وحديثة.

فالتزامه بمبادئ التضامن الأممي، واحترام سيادة الدول، والدفاع عن القضايا العادلة، يجعل منه نموذجاً ملهماً في كيفية توظيف العلاقات الدولية لصالح الوطن، ويؤكد على أهمية استمرار هذه المبادرات النوعية لمواجهة التحديات الجيوسياسية المقبلة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

الاخبار العاجلة